المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2025

حاويات النازيون الجدد.

صورة
    وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي   حاويات النازيون الجدد.      ظلت الحرب في السودان ، تكشّفت كل حين عن  مشاهد مروعة توثق فظائع مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين ، مؤخرا كشف الستار عن الأسرى  في معتقلات خاضعة لسيطرتها في الخرطوم وضواحيها. إحدى أكثر الأدلة دموية كانت مقاطع مصورة كشفت عن آلاف الجماجم والهياكل العظمية داخل حاويات شحن ، حيث تعرّض المعتقلون للحرق أحياء، في مشهد يعيد إلى الأذهان أفظع جرائم الإبادة الجماعية التي سجلها التاريخ في الحقبة النازية.   لكن الجريمة لم تتوقف عند حدود القتل الجماعي، بل امتدت إلى استخدام الأسرى في مراحل لاحقة كدروع بشرية، عبر ترحيلهم قسرًا إلى دارفور، في مخطط ممنهج يعكس عقلية الإبادة تقارير إعلامية، من بينها تقرير لقناة "الحدث"، كشفت أن المليشيا لم تكتفِ بالتعذيب والقتل، بل لجأت إلى نقل الأسرى في حاويات شحن إلى مناطق نائية، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية، مما يرسّخ صورة مرعبة لممارسات تصنف ضمن أبشع الجرائم ضد الإنسانية.    كذلك أورد تقرير "سودان تربيون" توثيق شهادات الأسرى ا...

خطاب البرهان وجدة الجديدة .

صورة
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي  خطاب البرهان وجدة الجديدة .  مع حلول عيد الفطر المبارك، أطلّ رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، امس مخاطبًا الشعب السوداني في خطاب حمل دلالات سياسية وعسكرية عميقة. جاء الخطاب في لحظة مفصلية، حيث يواجه السودان تحديات مصيرية تتعلق بمسار الحرب والاستقرار السياسي ومستقبل الحكم في البلاد. حظي خطاب البرهان بترحيب واسع في الأوساط السودانية، لا سيما أنه أكد على ثوابت القوات المسلحة في حماية الوطن وعدم التفاوض مع من انتهك سيادته ومارس الإرهاب ضد شعبه. شدد البرهان على أن الجيش ينحاز للشعب و يقف على مسافة واحدة من الجميع  ، في إشارة واضحة إلى الأحزاب السياسية و رفض الاستقطاب السياسي الذي ساد المشهد السوداني خلال السنوات الماضية، وأدى إلى انهيار الدولة وانزلاقها إلى دوامة الحرب. حملت كلمة البرهان رسائل واضحة، أولها أن القوات المسلحة السودانية ماضية في استكمال معركة استرداد الدولة وتحرير كافة الأراضي التي تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع، التي وصفها بأنها تنظيم إرهابي ارتكب جرائم بشعة بحق المدنيين....

1.180 يومًا نحو المستقبل إن خلصت النوايا

صورة
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي   1.180  يومًا نحو المستقبل إن خلصت النوايا    مما دفعني لكتابة هذا المقال هو التفكير المستمر حول سؤال محوري، هل تمتلك حكومتنا رؤية واضحة لإعادة الإعمار؟ بمعنى آخر هل لدينا ملفات جاهزة ومخططات في القطاعات الحيوية التي ننتظر البدء في إعادة بناءها ؟ في ظل الواقع الحالي الذي يتطلب الاستعداد الفعلي ، نجد أن بعض المبادرات قد بدأت مبكرا ، مثل ورشة العمل التي عقدتها ولاية الخرطوم في بورتسودان  في سبتمبر 2024  والتي كانت خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح. لكن السؤال الذي يبقى قائمًا هو: ماذا عن الوزارات والمؤسسات الحكومية والخدمية، بل والقطاع الخاص؟ هل هناك خطط واضحة ومحددة لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، لعل  التحدي لا يكمن فقط في وضع الرؤية، بل في تحويل هذه الرؤية إلى خطط عمل قابلة للتنفيذ، تتضمن المشاركة الفاعلة من جميع الأطراف المعنية، الحكومة، القطاع الخاص، والمجتمع المدني. بداية إعادة الإعمار  يجب أن تركز على أربعة قطاعات أساسية، الطاقة، المياه والاتصالات والصحة. فهذه القطاعات تشكل العمود الفقري لأي مجتمع يسعى للنهوض بعد الح...

عودة الوزارات الحكومية إلى الخرطوم.

صورة
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي.  عودة الوزارات  الحكومية إلى الخرطوم.     امس حطّت طائرة رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة السودانية بمطار الخرطوم، مسجلة أول رحلة يستقبلها المطار منذ اندلاع الحرب، في خطوة تعكس استعادة السيطرة وتأمين المرافق الحيوية. تلا ذلك تفقده للقوات في القصر الجمهوري، تأكيدًا على ترسيخ وجود الدولة في مراكز السيادة.  تلك إشارة ذكية  تستوجب قدر من استشعار  المسؤولية وسباق  من  الوزارات والمؤسسات العامة لاحتلال موقعها في المشهد الوطني الجديد عقب تحرير  القصر الجمهوري والخرطوم من مليشيا الدعم السريع، فإن عودة كافة الوزارات إلى  استئناف عملها، بعد الفترة التي تعقبها عطلة عيد الفطر المبارك، ينبغي أن تُصبح هدفًا محوريًا واجب ضمن استحقاقات المرحلة التي لا تقبل التأجيل، تأكيدًا على أن استعادة الأرض تكتمل باستعادة دورها في قيادة المرحلة ولأجل حصر الاضرار وتفقد الممتلكات .   فقرار الانتقال إلى العاصمة المحررة هذه الفترة  ليس مجرد إجراء بيروقراطي، بل هو استكمال للسيادة الوطنية، وتأكيد على أن ال...

الخرطوم تتوشح النصر وتطوي الخيانة والخذلان .

صورة
- وجه الحقيقة : إبراهيم شقلاوي - الخرطوم تتوشح النصر وتطوي الخيانة والخذلان .  في مثل هذه الأيام من العشرة الأواخر من رمضان 1444 للهجرة ، الخامس عشر من أبريل 2023، سطرت الخرطوم صفحة جديدة من تاريخها، بين الخيانة والانتصار، بين مشروع الفوضى وإرادة الدولة، بين ميليشيا الدعم السريع وحلفائها من الداخل والخارج، وبين الجيش السوداني الذي أعاد تشكيل معادلة القوة بثبات وعزيمة. بعد محاولتهم العبث بمصير السودان والانقلاب على الدولة، يواجه المتمردون اليوم المصير المحتوم، يتجرعون هزيمة ثقيلة أمام القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى، مدعومة بالمقاومة الشعبية والمستنفرين من أبناء الوطن. الخرطوم ليست مجرد مدينة تستعيد أمنها؛ بل تعلن بوضوح أن السودان عصي على المؤامرات، وأن مشروع الفوضى لن يكتب له النجاح. فرحة السودانيين اليوم ليست مجرد ابتهاج عابر، بل هي تعبير عن استعادة السيادة بعد عامين من المعاناة، حيث لم يسلم من الميليشيا لا إنسان ولا حجر، لم تراعِ حرمة الطرقات، ولم تستثنِ المسنين ولا الأطفال، ولم تسلم النساء من الانتهاكات، في مشهد أقرب إلى الاجتياح الممنهج لتدمير الدولة. لكن اليوم...

أهمية الإنتاج الفني والدرامي في ظل الحرب.

صورة
- وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي  - أهمية الإنتاج الفني والدرامي في ظل الحرب تعيش الدراما السودانية مرحلة مفصلية في ظل الصراع المستمر الذي يمزق البلاد منذ قرابة عامين. ورغم المحاولات الفردية لتقديم أعمال فنية توثق معاناة الشعب السوداني، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً نحو إنتاج درامي ذكي يحفر في جذور الأزمة ويطرح أسئلة حقيقية حول المستقبل. في هذا السياق، حاول عدد من الفنانين السودانيين تقديم أعمال درامية خلال مشاهدة خلال شهر رمضان ويجري إعداد اخري للعيد بحسب مشاهدات ، لكن معظم هذه الأعمال لم تكن قادرة على الوصول إلى معالجة أعمق وأكثر تأثيرًا في الواقع السوداني. وسط النزوح الجماعي للمواطنين سواء داخل السودان أو إلى دول الجوار، يواجه الفنانون السودانيون تحديات كبيرة، أبرزها غياب المؤسسات الثقافية الرسمية في البلاد، فضلاً عن التدمير الجزئي للمسرح القومي والنهب الذي طال دور السينما. وبالرغم من هذه الصعوبات، يظل الفنان السوداني يحمل على عاتقه مسؤولية توثيق المعاناة السودانية وتجسيدها في أعمال فنية قد لا تكون في المستوى المتوقع، لكنها تعبر عن واقع مرير. هذا رغم أن البعض من النقاد والجمهور...

كهرومائية دنقلا.. تساؤلات مشروعة.

صورة
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي   كهرومائية دنقلا.. تساؤلات مشروعة.    يثير إعلان حكومة الولاية الشمالية توقيع عقد مع شركة "توكي للأنشطة المتعددة" لإنشاء محطة طاقة كهرومائية بدنقلا، عبر شركة ألمانية متخصصة عدة تساؤلات حول جدوى المشروع، مساره المؤسسي، ومدى استيفائه لمتطلبات الشفافية والدراسات الفنية اللازمة. ففي ظل الحديث عن توفير 5000 ميغاواط من الكهرباء للولاية، مع إنتاج 300 ميغاواط في المرحلة الأولى خلال ستة أشهر، يبرز تساؤل جوهري، هل خضع هذا المشروع لدراسات فنية واقتصادية دقيقة، أم أنه مجرد خطوة استباقية تفتقر للأسس العلمية؟ توقف كثيرون عند حديث وزير البنية التحتية والتنمية العمرانية بالولاية، المهندس محمد سيد أحمد فقيري، في مقطع فيديو مصور، حيث بدأ حذرًا في حديثه عن ما سماه  "اللغط" الدائر حول العقد الموقع مع الشركة الألمانية. هذا الحذر يطرح عدة استفسارات: أين موقع المشروع  وهل الموقع خالي من الموانع  التي ربما تترتب عليها تعويضات للمتأثرين ؟ متى تم طرح عطاء المشروع، وكيف تم تأهيل الشركة المنفذة ؟ وكم تبلغ قيمة العقد الكلية وماهي مكونات المشروع  ...

الأنهار الجليدية واستدامة مياه السودان.

صورة
-       وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي.   -       الأنهار الجليدية واستدامة مياه السودان    في اليوم العالمي للمياه لعام 2025، تبرز أهمية التفكير الجاد وإعادة التخطيط لإدارة الموارد المائية في السودان. حيث تعد المياه أحد العناصر الأساسية للحياة على كوكب الأرض، فهي لا تقتصر على تلبية احتياجات الإنسان من الشرب والطعام والزراعة، بل تشكل ركيزة رئيسية لاقتصادات الدول ونُظمها البيئية. وفي سياق هذا اليوم الذي يُحتفل به في 22 مارس من كل عام، يتوجه العالم للاحتفاء بالمياه العذبة والتأكيد على ضرورة تبني حلول مستدامة لإدارة هذه الثروة الحيوية. في هذا المقال نتعرض لهذه المناسبة المهمة وفرص السودان المتاحة للاستفادة من الموارد المائية في سياق إعادة الإعمار وبناء استراتيجيات الأمن المائي.   تركز الأمم المتحدة في احتفالات هذا العام على "الحفاظ على الأنهار الجليدية"، وهي مصدر رئيسي للمياه العذبة التي تمثل نحو 70% من المياه المتاحة في العالم. إلا أن هذا الموضوع يثير إشكالية أكبر تتعلق بإدارة المياه في العديد من ا...

جرائم السبتك تانك.. حين يطفو قاع الحرب.

صورة
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي    جرائم السبتك تانك.. حين يطفو قاع الحرب.     منذ اندلاع الحرب في السودان في الخامس عشر من أبريل في العام 2023 ، تحوّلت العاصمة الخرطوم، وتحديدًا محلية بحري، إلى ساحة مفتوحة لانتهاكات ممنهجة ارتكبتها مليشيا الدعم السريع بحق المواطنين، بعيدًا عن أي التزام بالقوانين أو الأعراف الإنسانية. وقد كشفت عملية تحرير بحري مؤخرًا ليس فقط عن حجم الخراب، بل عن مآسٍ إنسانية مهولة، تشي بأن المعركة لم تكن فقط معركة أرض، بل معركة علي اجساد المدنيين الأبرياء.   في منطقة شمبات الجنوبية ظهرت واحدة من أفظع تلك الجرائم، حين تمكنت فرق الدفاع المدني بولاية الخرطوم، بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر السوداني، من انتشال جثامين لنساء ورجال، ألقيت أجسادهم داخل بئر صرف صحي "سبتك تانك" بأحد المنازل. لم تكن مجرد جثث مجهولة، بل كانت لضحايا تعرّضوا لتعذيب قاسٍ، حملت آثاره عظامهم المهشمة وجماجمهم المكسورة، قبل أن يُلفوا بسجاد الصلاة ويُلقوا في قاع البئر، كما أكد تقرير الطب العدلي.   الأكثر إيلامًا في تفاصيل الجريمة كان التعرف على جثمان الأستاذ من...

فاروق الزاهر شهيد الكلمة والصورة

صورة
- فاروق الزاهر شهيد الكلمة والصورة - إبراهيم شقلاوي في معركة تحرير القصر الجمهوري، حيث تسطر البطولات بمداد من دماء الأوفياء، ارتقى الإعلامي الجسور فاروق الزاهر شهيدًا مدير البرامج بالتلفزيون القومي، وهو يؤدي رسالته بقلب لا يعرف الخوف، وعدسة لا تغفل عن الحقيقة. كان في الصفوف الأمامية، كما كان دائمًا، يوثق ملحمة النصر، ويثبت أن الإعلام الحر سلاح لا يقل شأنًا عن البندقية. رحل فاروق، لكنه لم يرحل وحده؛ فقد استشهد معه رفاق الميدان من طاقم التلفزيون القومي: المصور مجدي عبد الرحمن، وسائق العربة، ومن الإعلام الحربي: المقدم الركن حسن محمد إبراهيم، والنقيب عماد مقدم البرامج وفني الصوت. كلهم ارتقوا شهداء وهم يحملون الكاميرا والكلمة، ليصنعوا مشهدًا خالدًا سيبقى في ذاكرة الوطن. عرفنا فاروق الزاهر رجلًا هادئًا، صبورًا، لا يتحدث عن نفسه، بل يحمل همّ الوطن، يتحرك دون ضوء، ويبادر دون تكليف، يقود بلا منصب. كان يبذل جهده ووقته لكل من قصده في عمل خير أو نداء واجب، متسامحًا، حكيمًا، لا يعرف الخصام، ولا تغيب عنه الابتسامة حتى في أقسى الظروف. ساحكي كيف عرفت الرجل ربما لاحقا  وهكذا تعرف الرجل .  منذ ...

ولا الدنيا بما فيها تساوي ملتقى النيلين يا سمراء .

صورة
-       وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي   -       ولا الدنيا بما فيها تساوي ملتقى النيلين يا سمراء .     لم تكن خرطوم اللاءات الثلاثة يومًا مجرد نقطة على خارطة الجغرافيا، بل كانت وما زالت نُقطة التقاء الروح بالزمان والمكان والإرادة . هي ليست فقط ملتقى نهرين أو جمال دفاق،  بل ملتقى ذاكرة تُنسج من الماء والتراب، من الحنين والصبر، من المروءة والمكرمات. الخرطوم لمن يعرفها، لا تُرسم بالحبر على الورق، بل تُرسم في قلوب العابرين، وتُخطُّ على جدران الروح أجمل اللوحات .   ليس غريبًا إذًا أن يُنشد سيد خليفة للخرطوم برائعة الشاعر المسرحي صلاح عبد الصبور ، مفاخِرًا بأن لا السامبا ولا الرمبا ولا رقصات الدنيا  حين الفرح بأسرها تضاهي وقوفك على ضفاف  مقرن النيلين، حيث الأبيض والأزرق يتعانقان كأنهما قلبان لا يعرفان الفُرقة. هناك على تلك الضفة، لا يعود الإنسان مجرد عابرٍ في التاريخ، بل يصبح شاهد عصر على الفكرة والإرادة على تدفق الماء الذي لا يعرف سوى الوفاء ، فكيف لا يحنُّ السودانيون إليها، وقد أعياهم...

انتقال البرهان وإعادة هيكلة الإدارة الاتحادية

صورة
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي   انتقال البرهان وإعادة هيكلة الإدارة الاتحادية.       يشهد السودان في الآونة الأخيرة تحولات استراتيجية هامة على الصعيدين العسكري والإداري، تزامنًا مع تقدم القوات المسلحة في استعادة السيطرة على ولاية الخرطوم من قبضة مليشيا الدعم السريع. وتتمثل إحدى أبرز هذه التحولات في نقل مقر عمل رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إلى محلية كرري في ولاية الخرطوم، وربما قريبا الي القصر الجمهوري الذي تم استرداده أمس الجمعة في خطوة تعكس تغيرات جوهرية في آليات إدارة البلاد في خضم الحرب الحالية.   تستعد القيادة السودانية بحسب وكالة السودان للأنباء "سونا" للانتقال إلى هذا المكتب الجديد في كرري، حيث من المتوقع أن يمارس البرهان جزءً من مهامه الرسمية من هناك، جنبًا إلى جنب مع متابعة العمليات العسكرية في أم درمان وبورتسودان. ففي أم درمان، سيركز البرهان على تنسيق العمليات العسكرية والإشراف على إمدادات القوات المسلحة وحركة الطيران الحربي، في حين سيتولى من بورتسودان إدارة الملفات الأمنية الحساسة واستقبال المبعوثين الدوليي...

استرداد القصر معركة السيادة وإعادة رسم المشهد.

صورة
-        وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي   -         استرداد القصر معركة السيادة وإعادة رسم المشهد   في فجر الجمعة الحادي والعشرين من مارس 2025، دخل السودان مرحلة جديدة من تاريخه المعاصر، بإعلان القوات المسلحة السودانية تحرير القصر الجمهوري من قبضة مليشيا الدعم السريع. لم يكن هذا الحدث العسكري مجرد عملية ميدانية ناجحة، بل لحظة مفصلية تحمل بين طياتها أبعادًا استراتيجية وسياسية عميقة، من شأنها أن تعيد صياغة موازين القوة في السودان، وترسم ملامح مستقبل الدولة السودانية بعد عامان من الحرب الوجودية   منذ انطلاق العمليات العسكرية في 15 أبريل 2023، عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي قادتها مليشيا الدعم السريع وداعميها المحلين و الإقليميين ، رسمت القوات المسلحة خطتها وفق استراتيجية محكمة تقوم على استنزاف قدرات العدو وعزلها ميدانيًا. بلغ هذا التكتيك ذروته مع عملية "العبور الكبرى" في سبتمبر 2024، والتي تم فيها تثبيت السيطرة على محاور العاصمة، بدءًا من جسر الحلفايا، وجسر النيل الأبيض مرورًا بجسر الإنقاذ، وصولًا...