المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2025

المجد للبنادق.. وليس للساتك

صورة
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي   المجد للبنادق.. وليس للساتك       انتهى عهد المجد للساتك، ولا مجد بعد اليوم إلا للبنادق. هكذا قدّم البرهان جملةً ستبقى - على الأرجح - عنوانًا لمرحلة جديدة من الوعي السياسي والعسكري في السودان، وهي مرحلة يُعاد فيها ضبط المفاهيم، وتحديد من يملك حق تمثيل الشعب، وحماية سيادته، وإعادة بناء الدولة التي كادت أن تضيع جراء التآمر على وحدتها، والصراع على مواردها، وإفساح المجال للأطماع الإقليمية والدولية بضعف قادتها .   أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، لدى مخاطبته أمس الأول الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الخدمة المدنية على جملة من القضايا المهمة. وأشار إلى أن "المجد للبندقية" ليست مجرد تصدٍّ للنقاشات العامة حول التحولات السياسية في السودان، بل هي تأكيد على أن الثورة التي عُرفت بمرحلة التغيير في عام  2019، قد أدخلت البلاد في أتون من الفوضى والصراعات الحزبية السياسية.   ورغم الطموحات التي رفعتها تلك الثورة في بداياتها، فإنها قادت البلاد إلى حافة الانهيار، ح...

مجزرة الصالحة: انكشاف الفشل الدولي

صورة
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي مجزرة الصالحة: انكشاف الفشل الدولي    شكّلت مجزرة الصالحة جنوبي أم درمان علامة فارقة في سجل الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين في السودان ، حيث جسّدت المذبحة انتقال جرائم مليشيا الدعم السريع من الانتشار الأفقي إلى "التوحش الرأسي النوعي"، بحسب أحد الخبراء . ففي مشهد يهز الضمير الإنساني ، أقدمت مليشيا الدعم السريع على تصفية (31) شاباً رمياً بالرصاص في ميدان عام، بدم بارد وأمام أعين الأهالي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، مما يرقى إلى مرتبة جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. وفق شهادات شهود العيان والتقارير الأولية في الصحافة السودانية، داهمت عناصر المليشيا  صباح يوم المجزرة ساحة عامة بمنطقة الصالحة، وأطلقت النار على عدد من الأسرى المدنيين. ومع إعلان شبكة أطباء السودان ارتفاع حصيلة الضحايا إلى (31)، اتسعت أصداء الجريمة، كاشفةً مدى التزامها بنصوص القانون الدولي والانساني . تعهدت المليشيا  في وقت سابق بمعاملة الأسرى وفق قوانين الحرب، إلا أن الوقائع الموثقة بالصوت والصورة بيّنت أن هذه الوعود لم تتجاوز حدود الدعاية الإعلامية، ما يثبت نهجاً ممنه...

سوداني: غيروا جلودكم لأجل شمس الغد.

صورة
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي سوداني: غيروا جلودكم لأجل شمس الغد.    في عالم تتصارع فيه التحولات الكبرى، تبقى هوية الأمم مرهونة بقدرتها على التكيف مع التغيير. وكما قال فريدريك نيتشه: " من لم يمتلك الشجاعة لتغيير جلده، لا يستحق شمس الغد". في لحظة مفصلية من تاريخ السودان، تبدو التحولات في هوية مؤسساته تعبيرًا عن طموح مستمر لبناء غدٍ أفضل. هكذا يُنتظر من الجميع أن يفعلوا لاستقبال المرحلة الجديدة الواعدة ، ولإدراك دروس الحرب. حديثنا عن "سوداني" لا ينطلق من بوابة الترويج ، بل من رصد لعملية تحول مؤسسي ترتبط بمرحلة وطنية أوسع وأشمل. فالانتقال من هوية تجارية قديمة إلى رؤية جديدة يُعد مؤشرًا على رغبة في التحديث والانفتاح، الذي ظللنا ندعمه من أجل الانتقال إلى فضاء التنمية، في وقت تتشابك فيه التحولات الرقمية مع تطلعات المجتمع للسلام والتطوير. هذه المعادلة ربما يدركها أكثر : أولئك الذين كانت لهم المنافي وطنًا بديلًا، حيث استطاعوا أن يروا الناس كيف تعيش، والبلدان كيف تقتنص الفرص وتتجاوز التحديات لأجل مستقبل آمن ومستقر. أعلنت شركة "سوداني" للاتصالات مطلع الأسبوع عن هويته...

البرهان إلى القاهرة: زيارة الانتقال.

صورة
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي  البرهان إلى القاهرة: زيارة الانتقال.   في توقيت بالغ الدقة، يستعد الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة للقيام بزيارة رسمية اليوم إلى القاهرة، بدعوة حملها إليه السفير المصري في الخرطوم، بعد أسابيع من الحراك السياسي والعسكري المتسارع داخليًا وخارجيًا. ولا يمكن قراءة هذا الحدث بمعزل عن السياقين القبلي والبعدي المحيطين به، في ظل توازنات دقيقة تتداخل فيها قضايا الحرب والسلام، والسيادة الوطنية، والعلاقات الإقليمية المتشابكة.   على مستوى السياق القبلي، جاءت هذه الدعوة الرسمية بعد زيارة رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن محمود رشاد إلى بورتسودان يوم الثامن من أبريل 2025، حيث التقى البرهان في لقاء تناول تطورات المشهد الأمني السوداني والدعم المصري المعلن لوحدة السودان واستقراره، من دون أن يتضمن تقديم دعوة رسمية في حينه. غير أن تطور الأحداث لاحقًا، خاصة بعد مؤتمر لندن الذي انعقد في 11 أبريل 2025 وشهد خلافات حادة بين أطرافه، بين داعمي الحلول المنحازة للمليشيا وبين الأصوات الدعم للحكومة و الجيش السوداني، إضافة إلى تحفظات ب...

المسيّرات: تستلهم عسكرية أبُوكَدُوك.

صورة
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي   المسيّرات: تستلهم عسكرية أبُوكَدُوك.        في الوقت الذي يتطلع فيه السودانيون إلى نهاية حرب وجودية  استهدفت دولتهم ، تصر مليشيا الدعم السريع وداعموها الإقليميون على تطويل أمد المأساة عبر أسلحة جديدة، في مقدمتها الطائرات المسيّرة أو ما يعرف بالمسيّرات الاستراتيجية. هذه المسيّرات لم تعد فقط وسيلةً للاستطلاع أو استهداف المواقع العسكرية، بل تحولت إلى أداة ممنهجة لاستهداف المدنيين وتعطيل البنية التحتية، في انتهاك سافر لكل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية.   مجزرة عطبرة الأخيرة تكشف هذا المخطط بوضوح. ففي بيان رسمي أكدت وزارة الخارجية السودانية أمس أن مليشيا الدعم السريع استخدمت مسيّرات حديثة - وفرتها لها راعية إقليمية معلومة - في قصف مركز إيواء المقرن، مما أدى إلى استشهاد 11 نازحًا، بينهم أربعة من أسرة واحدة، فضلًا عن استهداف محطة كهرباء عطبرة التحويلية، وتعطيلها بالكامل. هذا التصعيد كما أوضح البيان، امتداد لمخطط إبادة جماعية بات يستهدف  الحياة اليومية: الكهرباء والمياه والمستشفيات والأسواق.  ...

خرطوم المساء والألوان

صورة
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي   خرطوم المساء والألوان       تُشكّل عودة مؤسسات الدولة إلى قلب العاصمة الخرطوم بعد تحريرها من الميليشيا حدثًا سياسيًا ومجتمعيًا مفصليًا، يفتح بابًا واسعًا على جملة من الفرص والتحديات. في مشهد تتداخل فيه خطط الإعمار مع جراح الحرب، تتبدّى ملامح المرحلة القادمة كمعركة جديدة تُخاض لا بالسلاح، بل بالإرادة والتنظيم والاستعداد للبناء، واسترداد الحياة من بين الأنقاض.   الاجتماع الأخير للجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمات بولاية الخرطوم، والذي ترأسه والي الولاية، جسّد هذا التحدي . فمع محاولات إعادة تشغيل محطات الكهرباء بعد تدمير سبعٍ منها بشكل كامل، ونهب شبكات التوصيل، تبرز أزمة المياه كوجه آخر للأزمة. إلا أن التوجّه نحو تحويل المعالجات المؤقتة إلى آلية دائمة يشير إلى إدراك حقيقي بضرورة بناء بنية تحتية قادرة على الصمود في وجه أزمات مستقبلية محتملة.   تجربة إخلاء المدارس من النازحين أيضًا كشفت عن قدر من التنسيق اللافت بين الجهات التنفيذية، والذي أثمر في إعادة الطلاب إلى مقاعد الدراسة، المرافق التعليمية كرمزية مهمة...

قَدَر البرهان وعفوية حماد عبد الله

صورة
قَدَر البرهان وعفوية حماد عبد الله إبراهيم شقلاوي.  في مشهد بدا عفويًا، التقى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خلال زيارته أمس لمنطقة الدندر، بالمواطن "حماد عبد الله حماد" الذي اشتهر قبل أشهر بمقطع متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب ظهوره بشكل عفوي أمام كاميرا تلفزيون السودان بعد اندلاع الحرب. الرجل بدأ حديثه حينها بتمجيد الجيش السوداني، لكنه سرعان ما أطلق عبارة مباشرة، وغير محتشمة تجاه مليشيا الدعم السريع، أربكت المذيع، ومنعها لاحقًا الإعلام الرسمي من البث، لكنها انتشرت مجتزأة وأصبحت مادة واسعة التداول بين جمهور منصات التواصل الاجتماعي. تلك الواقعة تعود إلى لحظة صادقة انفجرت من وجدان مواطن سوداني بسيط، عايش بمرارة فظائع هذه الحرب، وذاق، كما غيره من السودانيين، مرارة الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين والبنى التحتية، في تعدٍّ لا يُمكن وصفه إلا بأنه ممنهج وبعيد عن كل قواعد القانون الدولي والإنساني. زيارة البرهان للدندر، ولقاؤه بحماد عبد الله، وإن أثارت الكثير من التفاعل، يجب أن تُقرأ في سياقها الإنساني أكثر من كونها موقفًا سياسيًا. ف...

المصباح يثير جدلا !.

صورة
إبراهيم شقلاوي | وجه الحقيقة.  المصباح يثير جدلا !.    في خضم التحولات المزلزلة التي يشهدها السودان منذ اندلاع حرب 15 أبريل 2023 ، تبرز حقائق لم تعد تحتمل التأجيل، أولها أن السيادة الوطنية لا تُصان بالشعارات، بل تُبنى على ركائز الاستعداد الاستراتيجي، ووعي جمعي يدرك أن الأوطان لا تحرسها الجيوش وحدها، بل تستبسل شعوبها في الذود عنها. تغريدة قائد "فيلق البراء بن مالك"، التي أعلن فيها عن الاستعداد لتجهيز نصف مليون شاب كقوة احتياط تحت إمرة القوات المسلحة ومؤسسات الدولة، تمثل انعكاسًا لهذا الفهم الجديد. ليست دعوة للتجنيد الموازي، بل تصور استراتيجي لقوة دعم مدنية، جاهزة دون أعباء على الدولة، تكون امتدادًا شعبيًا للجيش، وسندًا وقت الحاجة. فحين يُطرح إعداد نصف مليون شاب متدرب على حمل السلاح، فالمقصود ليس المواجهة العسكرية فحسب، بل إعداد جيل جديد، واعٍ بواجبات السيادة، وقادر على حماية قراره الوطني، في زمن تتساقط فيه الدول من الداخل، لا بفعل الجيوش ، بل من خلال استهداف الوعي، والاقتصاد، ومؤسسات الدولة. هذه الحرب كما عبّر عنها  المصباح طلحة، ليست حرب حدود أو سلطة، بل حرب وجود ضد ...

محاكمة حميدتي بين قانونين

صورة
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي محاكمة حميدتي بين قانونين    بدأت محكمة الإرهاب في مدينة بورتسودان، الأحد  محاكمة قائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان “دقلو” وشقيقه  عبد الرحيم دقلو وآخرين، غيابيًا بتهمة التورط في اغتيال والي غرب دارفور. وطالبت النيابة العامة، في وقت سابق، وقبل تسليم الدعوى إلى المحكمة، حميدتي وشقيقيه ونائب الوالي تجاني الطاهر كرشوم وآخرين، بالمثول أمامها حيث أعلنتهم متهمين هاربين. وقرر قاضي محكمة الإرهاب المأمون الخواض، استمرار جلسات المحاكمة، لسماع المتحري والمبلّغ على أن يمثل الشهود للإدلاء بشهادتهم في الجلسات القادمة. في هذه الجلسات، قدّم النائب العام الفاتح طيفور خطبة الادعاء في أولى جلسات المحكمة، مشيرًا إلى أن القضية تشمل كافة البُنى التي بُنيت عليها الدعوى. وقال طيفور الذي بدأ عليه التأثر، إن القضية تكشف وقائع خيانة من قوات كان من المفترض أن تحمي البلاد. بدأ ذلك الهجوم الشرس على مطار مروي شمالي السودان، تلاه الهجوم على مقر رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان. اغتيل والي غرب دارفور خميس أبكر في 14 يونيو 2023، بعد وقت وجيز من اعتقاله ب...

الطارئون على التاريخ.

صورة
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي   الطارئون على التاريخ.   في لحظة مفصلية من تاريخ السودان، الذي يحمل على كتفيه سبعة آلاف عام من الحضارة، لم تعد البلاد تحتمل الوقوف في المنطقة الرمادية، ولا تقبل أن تُصادر إرادتها من قبل الوافدين على مشهدها السياسي والتاريخي. الحرب الدائرة منذ أبريل 2023 وضعت الجميع أمام اختبار أخلاقي وسياسي لا يقبل المواربة أو التسويف، إما مع السودان الموحد ذو السيادة، أو مع أجندات التشظي والارتهان.   في هذا السياق بدت خطوة دولة قطر بإعادة افتتاح سفارتها في الخرطوم كأول بعثة دبلوماسية تعود إلى العاصمة المحررة، بمثابة رسالة سياسية عميقة، تتجاوز حدود التمثيل الدبلوماسي إلى تأكيد الاحترام لسيادة السودان ووحدته، وتعكس رؤية تستند إلى ثوابت شراكة حقيقية لا تزعزعها التحولات العابرة ولا التكتيكات البائسة. زيارة السفير القطري محمد بن إبراهيم السادة لمقر السفارة ورفعه لعلم بلاده في قلب الخرطوم، وسط أنقاض الحرب، كانت بمثابة موقف رمزي وسيادي، قرأه المراقبون على أنه إعلان مبكر لعودة العواصم الإقليمية إلى التفاعل مع السودان من داخل ساحته لا من خارجه.   و...

حين تختبئ الابتسامة في الكهرباء

صورة
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي.  تختبئ الابتسامة في الكهرباء   كما تختبئ الصدفة في منعطف الطريق، ويكمن العسل البري في الرحيق – وفق ما وصف الشاعر محمد المكي إبراهيم – فإن الكهرباء، في واقع السودان، تختبئ فيها الابتسامة.. وكذلك خدمات الماء والخبز والعلاج وتدور بها عجلة الإنتاج، ويُبسط بها الأمن والسلام . الكهرباء عند السودانيين ، لم تعد مجرد تيار يسري في الأسلاك، بل غدت رمزًا للحياة المدنية، واستعادة الحد الأدنى من استقرار الحياة واستمرارها. فهي تختبئ – بحق – في تفاصيل الابتسامات العابرة، وملامح الفرح الصادق حين تعود بعد طول غياب.. هكذا أصبح الحال ضروريا .. بالرغم من الاستهداف المتواصل للمنشآت في مروي وعطبرة ودنقلا الذي ظلت تقوم به مليشيا الدعم السريع.  بالأمس و في أحد مراكز طب الأسنان بأم درمان، المدينة التي لم تزل، رغم الحرب، تحتفظ بقدرتها العجيبة على الصمود والتحدي والكبرياء، رصدتُ مشاهد عفوية ومتداخلة ، لكنها عميقة الأثر و الدلالات. بعد انقطاع التيار الكهربائي لما يقارب الأسبوعين عن عموم الخرطوم، عادت الكهرباء بالأمس فجأة. لم تكن مجرد عودة تقنية، بل عودة للنبض وللحياة. ضج...

دعونا نمشي في جنازة النضال.

صورة
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي  دعونا نمشي في جنازة النضال.    يبدو أن هيجل، لو قُدِّر له أن يشاهد حوارات نيروبي، لضحك طويلًا وهو يهمس: "ها هو الزيف يُعرِّي نفسه بنفسه". ففي واحدة من أغرب لحظات التاريخ السياسي السوداني، جلس قادة "النضال الكرتوني" أمام كاميرا "الحدث"، لا ليُقنعوا أحدًا بقضيتهم، بل ليوقِّعوا – دون أن يدروا – على شهادة خوائهم الكامل من القيم والمبادئ المدّعاة.   لقد تحوّل الحوار إلى محكمة، والمذيعة إلى قاضي ، فيما أصرّ "الجناة" على فضح أنفسهم بحديثهم المرتبك. ما بين من لا يعرف من ارتكب الإبادة، ومن يرى في المجازر تقاليد سياسية، ومن يقيس حجم الجريمة بمسطرة "النظام السابق"، تهاوت الأقنعة تباعًا، وسقطت شعارات "الحقوق" في بئر العتمة والنسيان المفضوح . هكذا، جاءت سلسلة الحوارات التي أجرتها الزميلة الإعلامية البارعة ضحى الزهيري لقناة "الحدث" من نيروبي، لتمنح الوعي العام اختبارًا صادمًا لخطابات ظلّت لعقود تحتمي بالنضال الكذوب. لم تكن تلك الحوارات مجرد لقاءات إعلامية، بل كانت لحظة مواجهة حاسمة كشفت فراغًا سياسيًا...

الترقيع لا يصنع انتقالآ .

صورة
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي.  الترقيع لا يصنع انتقالآ  .      في المشهد السوداني المعقّد، يواصل صانع القرار انتهاج سياسة «التدرج» و«المدافعة» في التعامل مع ملف تعيين رئيس الوزراء الانتقالي، رغم إجازة الوثيقة الدستورية المعدلة لعام 2025، والتي يفترض أن تُمهّد الطريق نحو حكم رشيد وتنمية مستدامة، عبر حكومة كفاءات وطنية مستقلة. إلا أن الواقع يشير إلى استمرار الدولة في اعتماد نهج الإعفاء دون تعيين، وغياب الرؤية المعلنة لتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، في ظل ظروف تتداخل فيها اعتبارات الداخل والمحيط والإقليم. ويبدو أن رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يترقّب نضوج اللحظة السياسية، وتهيّؤ بيئة الحد الأدنى من الاستقرار، أو ربما ينتظر اكتمال العمليات العسكرية في دارفور، آخر معاقل تمرد مليشيا الدعم السريع. غير أن هذا التريث، وإن بدأ مفهوماً في سياق الحرب، يثير تساؤلات مشروعة حول تأخر حسم عدد من الملفات الحيوية، لاسيما ما يتصل بعودة الحياة المدنية وإعادة الإعمار واستئناف النشاط المؤسسي للدولة، في وقت تتزاحم فيه أولويات المواطن السوداني، وتزداد وطأة التحديات. ا...