لا تضيعوا فرصة هندسة الخرطوم
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي لا تضيعوا فرصة هندسة الخرطوم أمس قمت بجولة مع عدد من الأصدقاء الذين عادوا مؤخرا من القاهرة، شملت جولتنا الخرطوم وأم درمان وبحري، بدت العاصمة كمن يحاول أن يلتقط أنفاسه بعد مخازي الحرب. أعمدة الكهرباء تنصب من جديد، توصيلات المياه تُجدّد، شوارع تُرصف، ومستشفيات وجامعات تستعيد عملها بعد أن غابت زمنًا. ورش صغيرة هنا، وفِرَق صيانة هناك، وحركة أشبه بنبض قلب عاد للتو من حافة الموت. هذه هي الخرطوم التي نريدها أن تعود، فالمدينة حين تستعيد عملها، تستعيد الدولة مكانتها، وتستعيد الأسر ثقتها، ويعود الناس إلى أوطانهم من اللجوء المسغبة . لكن خلف هذا المشهد، تلوح ظلال مقلقة لا ينتبه إليها كثيرون. امتلأت الطرقات بالمتسولين من كل صوب، بعضهم في كامل الصحة والعافية، وآخرون يمارسون أعمالًا هامشية على حساب النظام العام، بدأت الأرصفة تدريجيًا تتحول كما في السابق إلى فضاءات منفلتة. هذه المشاهد ليست جديدة، إنها ذات العلامات التي سبقت الحرب، يوم كانت الخرطوم تفقد تدريجيًا هيبتها وسيادتها، دون أن يشعر أحد بأن الخطر يتعاظم. سياسيًا ما يعنيه هذا...